خاطرة بتاريخ 04/04/2016 ...... بقلمي
بعنوان: صوت السكون
أقبل الليل مكفهرا، حالك كصدور الحقد، قاتم كالقطران ،
جثم على كاهلي كأحمق بليد ،
ظل يتمتم في أذني كالعجوز الخرف ،
يرميني بطنينه كحشرة الدبور ،
أينما تولي وجهك تسمع ذلك الصوت المزعج المخيف ،
لا أرى شيئا أمامي ،
لقد اتجه إحساسي للغوص في أغوار جسدي ،
كأني أرى أحشائي و قد تعرت من هذا القالب الصدئ ،
احترت في أمري ،
لقد كنت في النهار متماسكا، و كل أعضائي في أماكنها ،
لم أتلقى أي شكوى رغم أني أعرف أن الأمور ليست على أحسن حال ،
لكن أذكر أنه كان يشدني حال الناس، لطالما طويت كتابي و ذهبت أتصفح صفحات سجلاتهم، حتى أنسى نفسي و تكل عيني من النظر و التركيز في تفاصيل لا تعنيني،
كالطفل الشره، أحاول أن أخزن و أسترق قدر المستطاع من هموم الناس و أسرارهم ،
يحل المساء ، أحس أني احمل رأسا منتفخا أكبر من حجمه الطبيعي،
لكن يبدو أني متحكم في الوضع و مسيطر على الأمور ،
الضوء يساعد على الرؤية، فينسينا ظلامنا الداخلي ،
بمجرد أن يسدل الليل وشاحه الأسود، تحتجب الصور، و يقصر النظر ،
فتتعطل حاسة الرؤية ،
و تتهيج حاسة السمع ،
هناك حظر تجوال ،
ألوذ إلى الداخل ،
همسات الأنين تصرخ ،
كل الأحشاء تترنم بنوطة خاصة ،
سنفونية الألم ،
ما هذا الشعور ؟
إنها نفس الظروف ،
و نفس الأحشاء ،
ما الذي تغير بربكم ؟
لم يتغير شيئا، فقط كان عويل النهار في الخارج يخفي ذلك الأنين الخافت في الداخل ،
حينما يسكن كل الوجود ، تبقى القلوب تثرثر ،
إنه صوت السكون ،
فقط كان نهار ،
ردّد الليل قائلا: أنا الليل ، " أنا حمّال هموم " .
إرسال تعليق
إرسال تعليق