(أنفاس الموتى)
(محمد الوسيم)
**************************
في الطَّريقِ إلى مِقبرَتي
استَوحَشَتني قُبورُ الأحياء
سَرقَتني رِياحٌ خَضراء
إنها جنَّاتٌ أرضيَّة
سَجدَت لها الأرضُ وقِبلَتَها السَّماء
أنفاسُ المَوتى
عِندَ قبورِ الأحياء
صَرختُ بِأعلى صَوتي
دَعَوتُهم لم يُلبُّوا النِّداء
يَقبعونَ تحت الحُفَر
يَسكنونَ بِها...
إبني مَعهُم
أودَعتُهُ بِيدي
تَمنَّيتُ يَرجعَ معي
لَكِنَّها الفُرقةَ هَيهات
كُنتُ أُخيِّمُ عليهِم
بِرِدائي ومن الخافِقِ أُطعِمَهم
ناداهُم صوتٌ خافِت
يَخرُجُ من ثُقوبِ الفَضاء
أيُّها الرَّبُّ حِنَّ عليَّ بِلمحةٍ مِنهُ
واحسِبني من قافِلةِ الأنبياء
تَقَطٍَعتُ عليهِ ألماً
فأنا لا أملِكُ صبر
إبراهيمَ حينما وُضِعَ بالنار
ولا صبر يَعقوبَ
عِندَما أكلوا فِلذتَهُ الضِّباع
وليسَ عِندي صبرَ تِلكَ المرأةِ الحَوراء
أنا نسيجُ إنسان
مِثلَ كلِّ الآباءِ خَليقَ تُربةٍ
عاشَ بها وتوسَّدها
طافَ كلَّ الأرجاء
إنَّها النِّهاية ..ليسَ لنا لِقاء
تِلك الوَديعةُ سأترُكها بِجنبك
لِتَنعمُ بِسلامِكَ وتتغطَّى
بِرِدائكَ الذي لا يُضاهيهِ رِداء
إرسال تعليق
إرسال تعليق