زفاف بلباس الكفن - بقلم الاستاذ العربي شفوق / المغرب

زفاف بلباس الكفن
رمت بغطاء خفيف فوق راسها ،واسدلت على ظهرها شعرها، حملت قربتها وعلى كفها وضعت قلبها ،وبخطوات كلها دلال وغنج ذهبت الى الجب لتسقي الخرفان بدل ابيها ،ملات الساقية بالماء وهي تغني مواويل الفرح لعل احدا يسمعها، رحل كل ابناء الدوار الى المدينة ،ولم تعد تعيش الا وسط الشيوخ والنسوان ،رات وجهها في الماء فاعجبت بصورتها رمتها بصخرة فخدشتها اعادة اللعبة مرات الى ان رميت بجانب البئر جثة هامدة يخرج الزبد من فمها ،طال غيابها وخرج من في المنزل للبحث عنها الى ان وجدوها ،ظنوها ماتت فاقاموا حفل عزاء لها ؛حل ابن عمها ومعه طلب غريب ،قبلة على جنيبها  ،فهي ومنذ ان غابت عن الوجود كانت تبحث عمن يضمها الى صدره فهي تبحث عن حنان مفقود منذ ان اشتد عودها ،سبق الى هذا الشيوخ والنساء فما شعرت بشي الى ان لثمها  حبيب قلبها ،الذي كان اسمه يمزق احشاءها.
طال غيابه وسط الغرفة المظلمة فتحركت همهمات من حضر، كسروا باب الغرفة فوجدوه الشاب في حضنها تغطيه بثوب الكفن ،انطلق الزغاريد وتحول الماتم الى حفل
العربي شفوق