---- نازِحَةٌ على قارِعَةِ الطَريقُ ---
- - للشاعر الدكتور ابراهيم الفايز --
تَبْكي بُكاءَ نَواعيري مُهَدْهَدَةً
أَضْلاعُها كَحَنايا في نَواعيري
فَرَّتْ وجاءَتْ مِنْ الأَنْبارِ نازِحَةً
والنارُ مِنْ فَوْقِها حَشْدُ الزَرازيرِ
تَسيرُ حافِيَةً عَرْجاءَ أَتْعَبَها
صِغارُها مِثْلُ أَفْراخِ العَصافيرِ
قَدْ أَحْرَقوا دارَها فَانْهَدَّ أَسْفَلُها
وَماتَ مِنْ أَهْلِها خَمْسٌٍ بِتَفْجيرِ
-- --- -- -
لَقَيْتُها وصَدى البارودِ أَفْقَدَها
صَوابَها فَهِيَ تَمْشي في قَفا زِيرِ
تُريدُ مِثْلي عُبورَ الجِسْرِ فَانْخَذَلَتْ
لِأَنَّ حُرّاسَهُ مِنْ دونِ تَفْكيرِ
وَمَدْخَلُ الجِسْرِ قَدْ قامَتْ قِيامَتُهُ
كَأَنَّما النَّاسُ في سوقِ الصُفافيرِ
لَمَّا تَعالَتْ حشودُ النَّاسِ وَاضْطَرَبَتْ
تَدافَعَ الجِسْرُ فيهِمْ في طَوابيرِ
فَقارَبوا الجِهَةَ الأُخْرى لِيَنْتَشِروا
مِثْلَ الجَرادِ على زَرْعِ المَخاتيرِ
فَجاءَهُمْ حَرَسٌ كالرَّعْدِ يَضْرِبُهُ
سَوْطٌ لِمِيكالَ مِنْ جَمْعِ المَناكيرِ
مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ وأَيْنَ الْآنَ وِجْهَتُكُمْ
وَمَنْ سَيَكْفَلُ ؟ هاتوهُ بِتَقْريرِ
--- --- ---
كَمْ مِثْلُها ماتَ مَصْلوباً مُقَيَّدَةً
أَطْرافُهُ كانَ مَجْروحَاً بِتَكْفيرِ
على الهَوِيَّةِ كانَ الجَرْحُ يُعْدِمُهُ
والمَذْهَبِيَةِ والباقي بِتَهْجيرِ
ماذا سَأَكْتُبُ عَنْ شَعْبٍ تُمَزِّقُهُ
يَدُ الخَرابِ وَسُرّاقُ القَناطيرِ
جَاءَ الغُزاةُ بِهِمْ لا أُمُّهُمْ شَربَتْ
ماءَ الفُراتِ ولا قامَتْ بِتَحْريرِ
هَدُّوا النُفوسَ ومَيْؤوسٌ إعادَتها
تَحْتاجُ جيلاً هُوَ الأَدنى بِتَقْديري
وَهَدَّموامِنْ صُروحِ المَجْدِ ما عَجَزَتْ
تِلْكَ القُرونُ على هَدْمٍ وَتَدْميرِ
واسْتَرْجَعوا تاجَ كِسرى مِنْ سُراقَتِهِ
والبَسوا الدِينَ مِنْ دُنْيَا دَنانيري
----------------------------
١- القفا / مؤخرة الشيئ
٢ -زِير / جَرَّةٌ كبيرة واسعة الفم يوضع
فيها الماء وتسمى ايضا ( ألحُبُّ
٣- سوق الصُفافير / من أسواق بغداد
القديمة التي تعود لعصر الخلافة العباسية تقع في شارع الرشيد وتشتهر بصنع الأواني النحاسية وهي صاخبة بالضوضاء الناتجة عن طرق تلك الأواني
٤- سُراقَةُ / صحابي جليل من أهالي البادية قال عنه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في معركة الخندق:
( سيلبس سراقة تاج كسرى )
فلبِسَه بعد قتل كسرى وتحرير العراق في خلافة عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه )
----------------------------
إرسال تعليق
إرسال تعليق