الحمل والطفل
pregnancy

0







قوامة الرجل علي المرأة


الرجل منذ نعومة اظافره يشعر برجولته وحبه لامتلاك الانثي التي ستصبح زوجته بعد ذلك وبالتالي فهذا الجانب جانب فطري لا جانب تربوي ولكن التربية هي في تهذيب هذا السلوك
ان القوامة للرجل علي الانثي تكون في واجباته وحرصه عليها مثل مدير العمل الذي يوجه لمصلحة العمل وقد يكون مخطئا ومسئا في تصرفه او مخالفا تماما لاصول العمل ومثل الوالد علي ولده فهناك حقوق وواجبات علي جميع الاطراف بحكم المكانة او الخبرة او الصلة بين الاطراف
وبالتالي هو المسئول عنها وعن كل حالها حين تنسب اليه وبالتالي تكون عليه الواجبات امام الناس اكثر وهو ما يدفعه الي ان يقوم بهذا الدور
ومع ذلك لا يملك كل الرجال القوامة علي كل النساء فالقوامة قد جاءت بالزواج وهو ما كان من المفترض ان يتم باختيار الزوجين وبرضاهما اللهم ان لم يكن عن حب واعجاب
والرجل من خلال هذه الواجبات يحتوي المراة بكل ما فيها من ضعف وما فيها تقلبات وكذلك المسئولية الاجتماعية عنها وكل ذلك ليس الا عبء ومسئولية علي الرجل تجاه المراة كاخ او اب او كزوج
ربما كان هناك من ليس اهلا للمسئولية فهذا ليس معناه ان كل الرجال علي هذا الفصيل ولكن حين نتكلم فاننا نتكلم عن الفطرة او الشيء الذي اعتاد الناس عليه
روي أن رجلا جاء إلي سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يشكو خلق زوجته فوقف علي بابه ينتظر خروجه فسمع امرأة عمر تستطيل بلسانها وتخاصمه وعمر ساكت لا يرد عليها فانصرف الرجل راجعا وقال إن كان هذا حال عمر مع شدته وصلابته وهو أمير المؤمنين فكيف حالي وخرج عمر فرآه موليا من بابه فناداه وقال ما حاجتك أيها الرجل ؟ فقال يا أمير المؤمنين جئت اليك شاكيا سوء خلق زوجتي فرايت ما رأيت فقلت ان كان هذا حال امير المؤمنين فكيف حالي فقال عمر يا أخي إني احتملتها لحقوق لها علي إنها لطباخة لطعامي خبازة لخبزي غسالة لثيابي مرضعة لولدي وليس ذلك كله بواجب عليها ويسكن قلبي لها عن الحرام فأنا أحتملها لذلك فقال الرجل يا أمير المؤمنين وكذلك زوجتي فقال عمر فاحتملها فإنما هي مدة يسيرة
قال تعالى : ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم ..) .. (د/ عادل صادق)
والرجل الذي يطالب بمساواته بالمرأة هو رجل غير سوي ذو طبيعة أنثوية والمرأة التي تطالب بمساواتها بالرجل هي امرأة غير سوية ذات طبيعة ذكرية .
قال بن كثير : الرجل قيم على المرأة أي هو رئيسها وكبيرها والحاكم عليها .. ومؤدبها إذا اعوجت .. فقوامة الرجل على المرأة لا تعني القهر والجمود والاستبداد ولا تعني إهدار شخصية المرأة وأهليتها وكرامتها ومقومات إنسانيتها وإنما هي سلطة أعطيت للرجل مقابل المسئولية التي حملها تطبيقا للقاعدة الشرعية التي تقول السلطة بالمسئولية فهي رياسة المسئوليات لا التحكم الذي يجور على حقوق العدل والمساواة والشورى رياسة تتلقى عبء النفقة وعبء الحماية على الرجل ص217ـ د/ عبد الله شحاتة
وتعترض د/ نوال سعداوي على هذه القوامة قائلة (الطاعة مفروضة على الزوجات بقوة القانون أي قوة الدولة والسلطة الحاكمة وقوة الدين أيضا وكذلك لابد من قمع النساء جسديا وعقليا للخضوع حسب نظام الرق والعبودية أصبح اسم الزوجة الرقيقة تعني العبدة وأصبح من حق الدولة أن تقطع بعض أعضائها الجنسية بالقوة والعنف تحت اسم العفة والأخلاق وأدرك الأب البدائي أن أبوته غير مؤكدة طالما هو يشك في سلوك زوجته وقد أراد أن يقطع الشك باليقين عن طريق قطع أعضاء المرأة الجنسية دخلت هذه العملية الوحشية في التاريخ.
(تحت اسم ختان الأنثى : نقلا عن كتاب رسمي أبو عضة .. ص105 )
فالمرأة في أغلب الأحيان لا يرضيها أن تكون هي صاحبة الأمر أو المسئولة عن تولي زمام الأمور أن تكون بمعنى آخر أما لزوجها فذلك يشعرها بأنها تعيش مع شخص ضعيف الشخصية أو طفل يجعلها تحس بالضيق والملل لأن ذلك يتعارض مع حاجتها الفطرية كأنثى تعيش في كنف رجل قوي يهيمن عليها بشخصيته فتكون في حمايته لا العكس .. (ص81)
وذهب المفسرين إلى أن معنى (وللرجال عليهم درجة) أنها درجة الإعفاء عن بعض الهفوات والتسامح مع بعض التقصير من المرأة ، فالمرأة تمر عليها في كل شهر دورة شهرية وربما كانت مرهقة أو متوترة الأعصاب بسبب نزول دم الحيض أو وحم الحمل أو ألام النفاس أو ضعف الحمل والولادة والرضاعة وكل ذلك يحتاج من الرجل الإيناس والمشاركة والتعاون الذي يهون على المرأة الكثير من آلامها .. معنى (وقرن في بيوتكن )ومعناها اقررن في بيوتكن أي من شأن المرأة السليمة القرار في البيوت والمكوث فيه لإدارة شئون ورعاية الأطفال وتوجيه النشء .. لكن يباح للمرأة الخروج لأداء عمل أو حضور مجلس علم أو الترويح عن النفس أو غير ذلك مثل واجبي زيارة الوالدين أو صلة الرحم
(ص43 ـ د/ عبد الله شحاتة)
أفضلية الذكر على الأنثى أوجدتها الفطرة الطبيعية وأقرتها الأديان السماوية وهذه الأفضلية لصالح المرأة بل ترحب بها المرأة ولا ترفضها وتحبها وهي تكره وتحتقر الرجل الذي لا ترى فيه هذه القوامة التي تأنس المرأة إليها وهي يمثابة الاطمئنان النفسي بالنسبة للمرأة ..
(ص76 ـ حقوق المرأة)
(ويخطئ من يظن أن المرأة ترفض قوامة الرجل بل إنها تحن إليها كما تحن إلى الرجل نفسه وتجد في هذه القوامة لذة ومتعة ولذلك فإن المرأة تمقت وتحتقر الرجل المخنث وتحترم في الرجل الرجولة والفحولة والنخوة وتخضع لها حتى لو كانت أقدر من الرجل علما وأوفر ثراء وأعظم جاها ومركزاًً ومنصبا .. (ص82 .. حقوق المرأة)
تفيد آيات القرآن ونصوص الأحاديث والأخبار وروايات الأدب العربي أن العربي قبل الإسلام كان صاحب المركز الممتاز في الأسرة وربها والمسئول عن حياتها ورونقها وشئونها وسلامتها وهو المكلف بالحرف والمطالب بالثأر والمغرم وهو المخاطب في المسئوليات والتبعات الاجتماعية المتنوعة وكانت المرأة من حيث العموم تابعة للرجل ومنسوبة إليه ومسيرة بأمره وكان هو الذي يمثلها في مصالحها الخاصة ..
إن الرجل بالنسبة للمرأة في العصر الحديث لم يعد حال المالك لها والمسيطر عليها وهو حال السيد للعبد بل تغير تماما إلى حال المالك لعواطفها ومشاعرها فإن لم يستطع فقد خسرها كزوجة .. وكانت حياته معها حياة تقليدية أو عقيمة
وبالتالي يسعى الرجل الحقيقي إلى أن يمتلك هذه العواطف بالأسلوب وبالجد والاجتهاد في العمل والسعي وراء أن ينال حب هذه المرأة التي سيطرت على خلجاته وامتلكت فؤاده .. وغيرت مجرى حياته .. وأصبحت اللبنة الأولى لأسرته الجديدة.
كما أن معاملة المراة خارج منزل الزوجية هي معاملة المشاركة والتقدير وكسب الثقة فهي ليست علاقة قوامة وسيطرة فالرجل والمراة في الحقوق سواء ولكن لكل واحد دوره وما يتناسب مع طبيعته التي فطره الله عليها فحتي في مكان العمل تجد ان الجميع يقتنع ان يحجب بعض الاعمال عن المراة ليس اهانة لها بل تقديرا لجنسها ولطبيعتها الانثوية ويكلفون بها الرجال وكل هذا هو محافظة عليها لا اهانة لها .. ومع ذلك فان ضعف المراة يدفع الرجل دائما الي القوة واثبات الذات ويكون في كل العصور وسيلة دافئة لعبقرية الرجل وتميزه ..
والرجل مسئول عن المرأة مسئولية رقابية وتوجيهية وتربوية في حال كونها ابنته .. كما أن الرجل مسئول عن إخراج الدوافع الإبداعية عندها وإزهاق الدوافع الإجرامية لديها .. وبالتالي يكون صلاح حالها هو اكتمال لرجولته كزوجة وكأب وكأخ وكزميل في العمل ..
أما عكس ذلك فهو إما حق أو قصور أو خلل نفسي أو رجعية أو تعصب للجنس أو سيطرة من الحاقدين على فكرة .. وفي كل هذا سيكون الخاسر هو الرجل والمرأة على السواء ..
لأن فساد حال المرأة لن يدفع ثمنه غير الرجل لأنه بحكم رجولته سيكون الوصي عليها والمسئول عن دمارها النفسي أو الأخلاقي أو الجسمي أمام نفسه وأمام المجتمع ..
ومع هذا فان الاسلام قد جعل المودة والرحمة هي الرابط بين الزوجين وجعل علي الزوجة حقوق وعلي الرجل حقوق تجاه زوجته وكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته وكذلك علي الاخرين تجاههم فلا يتدخل احد لافساد الحياة الزوجية بينهما وقال ص " ومن افسد امرأة علي زوجها فليس منا "
وقال ص " خيركم خيركم لنسائهم "
وكان ص في مؤنة أهله يعني خدمه فإذا حضرت الصلاة خر ج إلي الصلاة رواه البخاري
يستحب للزوج أن يضع جبينه علي زوجته ويقول الهم إني أسالك خير ما جبلت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلت عليه
وقال ص " أيما امرأة مات وزجها راض عنها دخلت الجنة "
وإذا باتت المرأة هاجرة فرش زوجها لعنتها الملائكة حتي تصبح " متفق عليه . وقالت عائشة عن النبي ص كان إذا خلا في بيته بساما ضاحكا "
وثلاثة حرم الله عليهم رائحة الجنة شارب الخمر والعاق والديوث الذي يقر في أهله الخبث " رواه احمد في مسنده
وقال ص " استوصوا بالنساء خيرا فإنما هن عوان عندكم ليس تملكون منهم شيئا غير ذلك إلا أن يأتين بفاحشة ضربا غير مبرح بينة فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا " أخرجه أصحاب السنن وهو حديث حسن صحيح
وقال ص " إذا خرجت المرأة من بيتها وزوجها لها كاره لعنها كل ملك في
السماء وكل شيء مرت عليه غير الجن والإنس حتي ترجع " ولنتذكر وزوجها لها كاره
دخلت عجوز من بني عامر علي النبي ص وعنده عائشة فسألها النبي ص فقالت احدي خالاتي فقالت يا رسول الله ادع الله لي أن يدخلني الجنة فقال ص " إن الجنة لا يدخلها عجوز فبكت العجوز فقال ص " إن العجوز لا تدخل عجوزا فإن الله تعالي ينشئها خلقا آخر فيدخلها شابة بكرا وتلا عليها قول الله تعالي إنا انشاناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا "
هناك فريق يحسب فضيلة الفاعل أي الزوج بمثابة العزة والكرامة فيعد المنفعل في ذاته ذليلا ممتهنا وآخر يفكر بالمرة تلك الفضيلة الخصوصية بالفاعل فيريد أن يحدث في المنفعل أيضا تلك الصفات التي يجب أن تكون في الفاعل ولكن الصانع الحكيم الذي قد صنع الكون قد وضع مكانتها علي نحو يضمن لهما المساواة والكرامة والعزة وفي العناية والتربية ويضمن لهما مع ذلك أن تنشا فيهما صفات الغالبية والمعارضة والمعلومية اللتان يقتضيهما الطبع للفاعل والمنفعل في الزوجين لتحقيق غاية المزاوجة بينهما "
ص 216 أبو الأعلي المودودي الحجاب




إرسال تعليق

 
Top