
قصة قصيرة. ( سفينة نوح)
لملمت ما تبقى من ثوبها في حقائب بالية معلنة رحيلها من وطن استبد به الطوفان...
مخلفات الزمن النتنة تعيق خطواتها، لكنها تسرع فالسماء تمطر والأرض لا تبلع وكل شيء يطفو ويدور..
تصل إلى ميناء الضباب تصعد سفينة النجاة المحملة بصناديق الوهم والقنينات الفارغة.. تمدد جسدها ترمي بأثقالها تتنفس بمشقة وكأنها تسلم الروح..
تبتدئ الرحلة بدويِّ صوت كأنه نفخ ٌفي الصور صوت السفينة تودع اليابسة..
استأنست بضجيج المحركات والصفارات وارتطام الامواج.. إبتدأت فرحة النجاة تدعدغ قلبها الخائف قبل أن يتوقف كل شيء.. صمت يعانق المكان.. غيوم بلا مطر.. ماذا حدث؟ ..
تكتشفت أنها الناجية الوحيدة ،فهي تركب سفينة بلا ربان ولا ركاب.. اختفت اليابسة من على سطح الكوكب... انعدمت الحياة.. لا يُسمعُ سوى تنفسها المتسارع..
علقت وسط زرقة الماء وسواد السماء..
أي نجاة هذه التي ستكلفها العيش في وحشة وخوف مدى الحياة.
رجاء خشابة/ المغرب
إرسال تعليق
إرسال تعليق