
دعــوة للتسـامـح الــدينـي
بقلم / حسين الساعدي
شكل الدين أنعطافة هامة في حياة الفرد والمجتمع عبر التأريخ ، من خلال توفيره القيمة الفكرية والروحية الصحيحة للإنسانية ، كذلك لعب دوراً متفاوتاً في حياة الشعوب منذ الظهور الأول له حتى يومنا هذا ، فكان أحد المحركات الاساسية في الحراك الاجتماعي والسياسي ، وظل محور جذب وشد وصراع في مختلف المجتمعات البشرية .
أن أكثر ما يستهوي الفرد من الدين الطقوس والشعائر والمراسيم والأحتفالات الدينية . ويتجلى ذلك في كون هذه الفعاليات تمثل الركن الأساسي من أركان الدين والمذهب ، وقوة دفع تلزم الفرد بنمط أخلاقي وسلوكي معين . ومن أجل الأشارة الى هذا الدور نلاحظ أن كل الحضارات التي نهضت بالإنسانية عبر التأريخ كان للدين الأثر الواضح والجلي في نهضتها ، مما أنعكس ذلك على مجمل النشاط الأنساني .
إن المعنيين ـ اليوم ـ بالتوجيه الديني في المدارس ودور العبادة والمراكز البحثية الدينية ، أن يعملوا على تقديم الدين والعقيدة للمجتمع والفرد بالوجه المشرق والمؤثر في السلوك الإيجابي للإنسان وبما يتناسب والنمو العقلي والنفسي للأفراد وقدرتهم على التفكير والتأمل ، بعيداً عن الأفكار المتطرفة والفتاوى المنحرفة المثيرة للجدل ، مما يساعد على تكوين وتقويم الشخصية الإنسانية السوية ، ويحافظ على السلم الأهلي في المجتمع .
لقد شكل المذهب ركناً أساسياً في الوضع الديني والأجتماعي للفرد فنلاحظ هناك تفاعل بين الجانبين . وهنا مكمن الخطورة الذي يشكله التمذهب في النسيج الأجتماعي للمجتمع عندما يكون أساس بناء هذا المذهب مرتبط بالتأريخ وحوادثه والدعوة الى التقوقع حول هذه الأحداث التأريخية من خلال تبني هذا الأختلاف مما يؤدي الى نشوء تباين حاد في التفسيرات والتأويلات لهذه الحوادث التاريخية تنعكس تلقائياً على واقع المذهب والمجتمع .
إرسال تعليق
إرسال تعليق