الحمل والطفل
pregnancy

0







زرع الانتماء عند الاولاد 


كان هذا الموضوع هو محور الحوار في حلقة اذاعية مع الدكتورة منال العارف اذاعة البرنامج العام
وقد تم تسجيله يوم الاحد في الاسبوع التالي لفض رابعة العدوية واذيع الاثنين العاشرة صباحا وسالتني الدكتورة منال العارف بما انك مهتم بالكتابة للطفل وبما انك تعمل بمجال البحوث الزراعية فكيف نزرع الانتماء عند الاطفال ؟ 
وقلت ان السؤال جميل جدا وفي محله فان الانتماء يزرع وينمي لا يخلق ولا يورث فمن ترك اولاده بدون اهتمام ورعاية كمن ترك ارضه بغير عناية ستنمو فيها الحشائش وربما حجبت الحشائش والافات ظهور النبات كاملا ولم يحصل في النهاية علي محصول مجدي ومن خسر اولاده فقد خسر كل شيء حتي لو كسب الدنيا باسرها فسلامة اولادك ومررورهم من المنحدرات التي تواجههم في الحياة هو نجاح لك وسلامة وسعادة في النهاية و رضا من الله ورضا الناس عنك والعكس فلو ضاع اولادك فماذا يكون موقفك امام الناس وامام الله وامام نفسك هذا ان كان التقصير منك اما ان لم يكن لك حيلة فكفاك الحسرة والحزن والالم وهذا قدرك 
ونعود الي الموضوع الذي لم يطل في الاذاعة غير اثني عشر دقيقة ولكني اثرت ان اكمله 
كيف نزرع الانتماء في اولادنا 
اولا وقبل كل شيء اختيار الزوجة ذات المعدن الطيب ولن ندخل في اعماق القيم الاسلامية فالموضوع يخص المسلم والمسيحي 
لان الارض الخبيثة لا تنبت الا الخبيث حتي ولو ماتت وتربي بعيدا عنها والناس معادن كما في حديث النبي ص وهذه حقيقة فدرجات الانتماء والوطنية تتغير من انسان لاخر والقدرات تختلف من فرد لاخر والذكاء يختلف من فرد لاخر ولكن علي الاقل نطلب الحد الادني من الانتماء يعني ليس عنده دافع للخيانة 
والصفات الوراثية تنتقل الي المولود وطبعا قيمة الانتماء من القيم التي تورث اكثر من الاب باعتبار انه رمزالهوية اللهم ان كانت درجة صلاحها او فسادها متاصلا عند الام فتطغي علي الابن ونخرج من اطار الوراثة فالامر فيها كبير ويحتاج الي عمق اكثر وهو بعيد كثيرا عن الخيال العادي 
ونتجه الي الابن ان تنفق عليه من الحلال فكيفف تنتظر الخير من ابن نشأ من حرام وتربي عليه وان كان الابن غير مذنب ولكن في النهاية تذوب في جيناته نزعات الحرام الا ان كان عنده الدافع بعد ذلك فيحاول ان يطهر نفسه هو 
3- الامر الثالث هو ان تعطي ابنك الحنان والعطف والرعاية والبر الكافيين لكي ينمو صحيا ونفسيا بطريقة متزنة وهو اقل حق له في الحياة فالام المجردة من الحنان ستخلق اولادا منزوعين من العطاء ومن المشاعر خاصة ان كان عندهم قدر لا باس به من الذكاء اما الاولاد ذوي الذكاء المحدود فربما لم يتاثروا كثيرا وان كان في النهاية حين تغلب القسوة في مراحل الطفولة المبكرة وخاصة مع اطفال الشوارع المحرومين من الحنان والامومة والشعور بالحب والشعور بمكان لائق فان كل معاني الانتماء تموت داخلهم ولا يولد الا الكره والعدوانية تجاه المجتمع حتي وان لم يكونوا كذلك فهم ينتظرون فرصة لاخراج هذا الكره والعداء وفي النهاية لا حرج عليهم فهم ضحايا للمجتمع وقسوته ولا يجب ان يعاقب الا من اظهر خطأه تجاه المجتمع 
وهناك اطفال تربوا في بيوت ذات ثراء واسع ونالوا كل حقوقهم ولكن قسوة الام وموت مشاعرها وبعد الاب مع عدم وجود مصدر حنان اخر قد يحتاجه الاطفل حتي من الشغالة مع وجود الجينات الوراثية الدافعة لذلك خلق طفلا ميت المشاعر عنده كل الدوافع للجريمة بشتي انواعها بدون تردد ما اتيحت له السبل لذلك ونجد ايضا ان التربية ساعدت في ذلك ولم يحدث تقويم فنمي عنده الدافع للجريمة وتاصل 
الحب من الاخرين والعطف من الاخرين ونظرات الحب للطفل يخلق عنده نوع من التوازن والحب للمجمتع والشعور بالامان والعكس وبذلك يستطيع الطفل ان يستشعر جوانب الخير والشر الكامنة في نفس كل فرد بما يلمسه داخله من عطف وحنان او رقة او ادراك لطفولته وبره به اما العكس ومن الجميع فيخلق عنده موت للمشاعر التي من المفترض ان تنمو في مثل هذا السن وهذا حقه علي المجتمع فماذا ينتظر المجتمع من طفل كهذا 
اللعب والمرح من اساسيات تربية الطفل حتي المرحلة الابتدائية 
من الصعب جدا ان نكلف الطفل بالتعليم والدراسة وحفظ المناهج قبل السادسة والامر الوحيد المستثني من ذلك هو حفظ ما تيسر له من كتاب الله فهو الوجبة الوحيدة التي تنفع ولا تضر 
ان تعليم اطفالنا لللغات الاجنية في مراحل الطفولة المبكرة 
يعتبر خيانة كبري للوطن وللوطنية ولكل نوازع الانتماء انك بهذا تربي لسان الطفل علي السلوك والحب لوطن اللغات التي يتعلمها وبالتالي حينما يكبر يجد انه يعيش ويتطبع بسلوكيات المجمتع الذي درس لغته ولهذا نجد ان بعض الدول الكارهه لوطننا تدفع اموالا طائلة لتدريس اللغة الاجنية لاولادنا لمحق هويتهم وابعادهم عن حبهم لوطنهم ونحن ننساق كالغنم وراهم ونفرح بعطاياهم 
لا مانع من بعض القصص المسلية ذات القيمة والمعني والتي ترسخ الانتماء ولا مانع من بعض الاغاني التي تعمق حب الاوطان والايمان بالله وحب الخير وما الي ذلك فهو وحده الذي يتناسب مع قدرات الطفل 
نتجه لمرحلة المدرسة والتعليم 
كما قلنا تي نهاية المرحلة الابتدائية فنحن في غني عن اللغة الاجنية الاولي اللغة العربية 
المدرسة لها دور كبير جدا في اعادة القيم وتنظيمها وتهذيبها عند الطفل وخاصة في المرحلة ما بعد الحضانة 
اهم عامل هو عامل التواصل والحب بين الطفل والمدرس وخاصة المدرسة التي تقوم بدور الام عدم الاستفادة من الطفل وشعوره بانك تحبه وتحب الخير له ولا تجري وراء منفعتك وربما ساعدته بقدر المستطاع هو من اكبر العوامل لنجاح المرحلة التعليمية وغرس قيم الانتامء عند الطفل ولهذا فالدروس الخصوصية من اكبر العوامل لضياع الاجياع وفقد الثقة والتواصل بين الطفل والمدرس وشعوره بان الجميع لا يهمه الا منفعته الخاصة كل ذلك يفقده الثقة فيه فلا يتقبل منه النصح الا مضطرا ولا يندمج معه الا بقدر ما يجتاز من الدراسة 
طابور المدرسة من الامور التي تعمق الانتماء عند الاطفال وخاصة فيما يحدث من التفاعل والتواصل بين الاولاد وتكريم المجتهد وومعاقبة المسئ وتنشيط الطلاب وتحية العلم في النهاية 
يجب تعويد الاولاد علي الحفاظ علي المكان واحترامه ومعاقبة كل من يتعدي عليه او يهمل 
ويجب ايضا مشاركة التلاميذ في النظافة وتكون هناك جماعة لذلك وتكريمهم لا اعتبار انهم الفئة المغضوب عليها في المدرسة 
يجب المساعدة في العمليات الخيرية وجمع تبرعات لمساعدة التلاميذ الفقراء 
وان لم يكن فيجب التبرع للفقراء في اي مكان ومشاؤركة التلاميذ 
المساعدة في زرع الشجر والحديقة الخاصة بالمكان من دور التلاميذ طبعا بالمساعدة من مدرس النشاط المدرسي 
يمتنع نهائيا نا يشتكي الطفل المدرس ويكون السبب لمثوله امام القضاء ان هذا كسر لهيبة المدرس وايضا اشعار التلميذ بالتمرد الدائم وانتهاز الفرص للسيطرة علي المدرس 
المدرس يعتبر رم زقوة امام الطفل فحين تكسر هيبته فقد اضعت كل شيء 
يمكن ان يترك الامر لهيئة التدريس ويكون هناك لجان تعقد لتتعامل مع المدرسين المتجاوزين وتب في امرهم ولانها ادري واعلم بضوابط المهنة ويكون ذلك دون تجريح للمدرس ولها حق فصل المدرس او تحويله لمكان اخر او وظيفة اخري ولكن ما يحدث من احالة الامر الي الشرطة فهذا دافع كبير لفساد اخلاقيات التلاميذ وفقدان الشعور للمدرس بكرامته فيتخلي عنها ويبدا في استغلال الاطفال في الدروس الخصوصية والمطالبة بحقه في الحصول علي مبالغ كبيرة مقابل تعبه لانه لو شعر بكيانه وبدوره وامانته لما لهث وراء ذلك 
التربية للاطفال عموما امر واجب ولكن بتاني وبهدوء وحسب مرحلته السنية فيجب ان لا تترك الطفل يعتدي علي حقوق الاخرين 
او يضرب زميله او يسرق او يتجاوز حدوده في الكلام السيء او الكلام البذيء او غيره فذلك من الامور التي تدمر اخلاقياته وبعد ذلك انتماءه لوطنه في النهاية فالمجرم بكل اشكاله مهما كانت درجته هو عدو للوطن وللمجتمع وغير محب له ويستحق العقاب وربما لم يؤثر العقاب فيه وظل نقمة علي من حوله حتي يموت وطبعا الطفل قبل السادسة يجب ان لا يعاقب بشدة ولا يعنف علي اخطائه ولانه لا يستوعبها نهائيا ولا يفهم خطورتها ولكن يمكن تخويفه من امور اخري وحتي لا تجهد تفكيره فوق طاقته وهو ما يؤثر عليه سلبيا اللين او المرح او الاناشيد او اللعب او الثواب والهدايا هو ما يمكن فعله مع الطفل اكثر لابعاده عن الخطأ مع العقاب البسيط ايانا لو تمادي او استمر الامر 
ولكننا نسمع عن افعال شنيعة يقوم بها البعض مع الاطفال في هذا السن وربما سببت له خللا عقليا او نفسيا ظل ملاحقا له طيلة حياته 
الاعلام له دور كبير ومهم في توعية الطفل وتوجيهه وتوسيع مدراركه ولكن هذا الدور يكون مكملا فحين نفقد كل الوسائل الاخري فلن يكون له دور نهائيا 
ولكن الاعلام يكون احيانا وسيلة من وسائل الافساد والتدمير لهوية الطفل خاصة حين يتعرض لوسائل غزو فكري وايضا حينما نجد الطفل يتعرض لصور اباحية وامور فوق خياله وطاقته الفكرية ولكن يجب ان يكون للمجتمع وللمدرسة وللاسرة دور كبير في السيطرة علي ذلك والا فقدنا الاولاد 
ولكن ربما كان للاعلام واقصد به كل الوسائل المسموعة والمقروءة دور كبير في تربية الطفل وتعميق انتماءه وربما اكمل فقرة ناقصة في خيال الطفل كانت السبب في توجيهه التوجيه المناسب 
يجتاز الطفل مرحلة الطفولة ويكون قد بلغ وهو يكون مسئول عن تصرفاته وافعاله وياتي الثواب والعقاب من المجتمع والعقاب البدني والعقاب بالحبس والسجن لمن يتجاوز الحدود 
واهم عقاب هو عقاب المجتمع وغضبهم عليك تجنبهم احيانا لك وعدم رضاهم علي فعلك من اهم العوامل في الردع وربما كانت السبب في رجوع بعض المجرمين من من عندهم الدافع للخير الي رشدهم 
ونتجه الي مرحلة الجندية المصرية 
او الجيش المصري مصنع الرجال فالانضباط والسلوك والتدريب والعقاب والاحترام بين الكبير والصغير ووضع كل فرد في موقعه المناسب كل ذلك يعيد القيم التربوية المفقودة عند البعض ويصهره داخل بوتقة الجدية والاستمرار وهناك مقولة شعبية من لم يعلمه ابواه تعلمه الليالي ومن لم تعلمه الليالي يعلمه اولاد .......... 
فيخرج الفرد من الجيش وقد تادب وانخرط في بوتقة الوطنية او ختم عليه بانه غير لائق للجدنية او قدوة سيئة او عوقب فكان عقابه خير ردع لعدم انتمئه الذي وجد في سلوكياته والذي لم يندمج به مع مجتمعه فيكون عقاب المجتمع له خير رداع وربما جاء يوم وشعر بالندم فانخرط بصدق في بوتقة الانتماء او ظل كما هو ولكن هذا ما يكون نادرا



إرسال تعليق

 
Top