
لوحة داكنة
لم استطعْ رسمَ لوحةٍ بألوانَ فرحٍ
نشوةَ عشق
قوْسَ قزَح
لأنّ شعبي لم يعشْها إلآ أياماً معدوداتٍ
كان فيها الحزنُ على سفرٍ!
. . . . .
أُشرِبَ على ضفافِ سومر
(الأبوذيّة)
(المْحمّداويّ)
نايٌ
تُقطّعُ فيه رئةُ الهواءِ زفرات
سيجارةٌ ملفوفةٌ بارتعاشةِ أصابعَ
أتعبَها منجلٌ كادح
دموعُ دُخانٍ على شفا موقدِ شتاءٍ بائس
. . . . .
إيهٍ
أيّتها المُطوّقةُ
ما أتاكِ مساقطَ الدّموع ؟
مَنْ علّمكِ فنّ هذا النوح ؟
أُمّي
أليستْ هي تلك ؟
حينَ فارقَها أخي لشرفِ العسكريّة !
حينَ كمموا أبي ذاتَ ساعة
حددّها عينٌ حقير
حينَ صامَ قبلنا التّنور
فصمْنا
من غيرِ كتابٍ مكتوب !
: . . . .
أيّةُ لوحةٍ
تلكَ التي كانَ يُذبحُ فيها العشق ؟
عرسٌ
غناؤُهُ حُزنٌ
يتشظّى دموعاً
أهاتٍ
تلفحُ الوجوه
ينسلُّ الفرحُ مُختفياً عن أحمرِ الشّفاه !
. . . . .
أيّها البارود
الدخان
السموم
مجموعة الفناء
أإذنَ لكم مارسُ بعصاهِ الغليظة ؟
سلبتمْ ريشتي
رسمتمْوني
بلا ساقيْن
بلا عينيْن
بيدٍ واحدة
بإذنٍ واحدة
جمجمةٍ مثقوبة
رقماً منسيّاً بشقٍّ
معتوهاً
مخصيّاً
هربتْ منّي حبيبتي
أو هربتُ منها
أنكرني بابُ بيتِنا
أغلقَ عيونَهُ
ليسَ للشّارعِ بابٌ
أليسَ كذلك ؟
. . . . .
من أينَ جئتُم ؟
أيّها الجامعون لكلِّ وسخِ العصور
مَنْ كانَ وراءَكم ؟
تقطفُ يداهُ حصرمَ الموْت
إنّهم أعداءُ
أنْ تنمو سنبلة
يورقَ حرف
يخضرَّ عشق
وقتَ يموتُ الظّلامُ في عيونِ الصّغار أرسمُ نصفَ ابتسامة . . .
متى أرسمُ صورةً ضاحكةً لكُلِّ الوطن ؟ !!
. . . . .
عبد الجبار الفياض
4/7/2016
إرسال تعليق
إرسال تعليق