( نزوةُ إمْرَأة )
_______
الشَفَقُ يصرخُ خَلفَ البابِ
كأسُ الشاي مازالَ نائماً
اِحتسيتُ شيئاً مِنهُ
دونَ أنْ يشعُرَ بي
دِفئٌ يسري
مابينَ خفقاتِ روحي
وبعضُ سنابلَ حِنطتُكِ
الشُرفَةُ تنحني قليلاً أمامَ عينيَّ
وظِلُّكِ ... يعبثُ
بِبقايا ذاكرةٍ مُهشَّمة
شارعُ الغوطتينِ يَئْنُّ
أصابهُ رُعاشُ الخوفِ
منْ صمتِ إمرأةٍ
لا تدري بِأنَّ الدروبَ
تمرَضُ وتَئْنُّ
عندما يُداهمُها ألمُ الاِشتياق
زُجاجُ غُرفتي يتبخَّرُ
معَ نَسائِمَ عاتية
اِمتزَجَتْ لتوِّها بإعصارِ هروبكِ
المُنبثق منْ رَحِمِ عاصفةٍ رعناء
أطَلْتُ المُكُوثَ هُناكَ
على ضفافِ شُرفتي الكئيبة
خلفَ أوردتي الثلاثة
حدَّثْتُ نفسي ببعضِ الحكايا
لعلَّها تُؤنِسُني ... تُزِيلُ غُبَاركِ
عنْ زُجاجِ نافِذتي
رافقتني شجرةُ الأوركيدْ
بِعزْفِها الفِرعوني
أوتارُها المُتَقَطِّعةُ تُعاوِدُ الرجوعَ
منْ رِحلةِ الضياع
رُبما كانتْ كما أنا
تحلُمُ بشيءٍ منْ اِنصياعِ جَبروتك
الذي طاولَ قِمَمَ المُستحيل
نزوةُ الأنثى تُعانِقُ زِقاقَ طريقٍ لا نهائيٍّ
تعتَريها هجماتُ الحُبِّ
في زمنٍ سادَهُ شَجَنُ النهاية
كسرْتُ كأسَ الشاي بيديَّ
أعترَفُ بِجريمتي تِلكَ ... ذاكَ الصباح
عِندما سَالتْ دِماءهُ
فوقَ أريكتي
بكيتُ قليلاً بِصمتٍ
لمْ أكُنْ أخْجُلُ مِنَ البُكاءِ
لكنِّي أخشى
شماتةَ إمرأةٍ مازالتْ
تبحثُ عنْ نزوة ...
بينَ عيونِ الألمِ
وترنيمةَ شراييني
راقبْتُ دُموعَ الكأسِ
يومَها ولجتْ عِنايةٌ إِلهية ... تُسانِدَهُ
تَرْثيه منْ وجعِ جَريمتي
الغيابُ مازالَ بعيداً
صَعَدَ السماءَ السابِعة
وأنا هُناكَ ....
كُنتُ أُحاوِلُ جلوسَ القُرفصاءَ
علَّها تُدنيني ... لعلِّي أراكِ
يا نزوةَ كلّ النساء
لكنَّ نزوتكِ اللعينة
تمتطي صهوةَ البُراق
ودَّعْتُ قلبي وشوقي
وبقايا أوراقِ جريدة
وطاولتي العتيقةُ
ودُخانَ سيجارتي
كسرْتُ لآخرِ مرّة
زُجْاجَ نافذتي العنيدة
اِسْتَفاقَ كأسُ الشايِ
منْ سُبَاتِهِ الأزليِّ
وأنتِ مازلتِ ...
تمتطينَ صَهْوةَ البُراق
ونزّوَةَ إمرأةٍ شريدة ...
------
وليد.ع.العايش
24 / 7 / 2016م
إرسال تعليق
إرسال تعليق