وطني
وطني الذي قد بت أغبق من رحيق هوائه
ورضعت حر الطهر حلوا من حنين سمائه
ونسمت صدق الصفو سحرا من ربيع روائه
وطني الأبي فان دعا للحق ذبت بمائه
وأنا النديم وكل أرض فيه من أبنائه
وأنا السمير وكل شبر غار تحت لوائه
والنيل يجري جدولا متدفقا صوب الخميل
حرا كما السهل الذي يشتاق للنغم الجميل
ينداح كالسيل المذلل أو كأجواء الأصيل
ينساب في طياته درب من البوح الجميل
ذاك الجواد فكم حوت ضفافه جيلا وجيل
ذاك الندي كم ألهم الأجداد بالعزم الطويل
والشمس تشرق في الصباح بوجهها الحلو البهيج
لم تعرف الإقتار والآهات في وجه الأريج
ذي دولة الفصحى وقبلة أمة ترتد في كنف البروج
لن تنحني عن ساحة الأمجاد أو ترجو الخروج
كم أشبعت أبناءها من بسمة الدرب المريج
وطني البرئ الطاهر السمح الشجاع
لم تعرف الأشجان ساحته ولم يدر الخداع
كم أنبت الأبطال من حر ومن ندب يراع
من يبغ ضيرا فيه ذاق منثور الضياع
فإذا تداهمه الظنون تشتت خلف الرقاع
وإذا دعا للجد داع دندنت كل البقاع
وطني أنا قد عشت في كنف الأمان
ألقي المودة والسنا وأتوه في بحر الحنان
والأهل حولي إخوة درات عقد من جمان
والضيف لم يعرف هنا غدرا ولم يلقي هوان
إن غار صوتي في الفضا فيرد صوت الترجمان
أو كبل اليأس يدي فأري علي الفور يدان
والخير ينشر حسنه الفتان في شتي الجنان
ما كنت أنسي من به قلبي وعقلي في امتنان
إرسال تعليق
إرسال تعليق