الحمل والطفل
pregnancy

0


طقطقة رمضانية من مجلس حكيم الزمان.
بقلم : صديق فارسي. ٠٢/ رمضان / ١٤٣٧ هـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.

مع كل رمضان يأتيك إحساس.
أن الناس يدخلون في دين الله أفواجاً.
ولكن ليس من غير المسلمين إنما من المسلمين الذين إستيقظ فيهم نور الإيمان.

ثم يهيج فتراه مصفراً خلال أيام الشهر الكريم.
ويقل الحماس تدريجياً مع إنقضاء الأيام ليتحول إلى سهرات ومهرجانات تسوق وخرجات وطلعات صباحية ومسائية حتى يتصل الليل بالنهار فلا نكاد نعرف اليوم الذي أصبحنا فيه من الذي إنقضى.

ثم تتحرك النفوس لإستدراك مافات من فضائل الشهر بالتركيز على قيام الليالي المميزة وفي مقدمتها ليلة القدر بلغنا الله وإياكم فضلها وبركتها.

ونبدأ بالتحايل والإستذكاء ( إستعمال الذكاء ) مع ربنا تبارك وتعالى.
فربنا سبحانه أخفى عنا ليلة القدر بحكمتة لنجتهد في كل الليالي لننال الدرجات العليا من الجنة.
ونحن نريد إختراق هذا السر وكشف ما خبأه الله تعالى عنا بذكاءنا وعقولنا البشرية القاصرة وتبدأ التكهنات والإستنتاجات والإستدلالات مابين منكر ومؤيد ومابين سائل ومستفسر الكل يريد أن يصل إلى ليلة القدر وكشفها لينال شرف السبق لمعرفتها والإجتهاد بالعمل الصالح فيها على وجه التحديد دون سواها من الليالي.

هناك من يتحرى ليلة القدر ليستبشر بها ويحرص على أن تكون من الليالي التي ينشط فيها وهذا لابأس به بل ربما كان مندوباً إليه.

أما من يتكاسل ويسوف ويلهو ويلعب ثم يريد تصيد الليلة لينال فضلها.
فنقول له ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ولن ينال أو يطلب فضله بالتحايل عليه وكشف ما واراه الله عنا بحكمته.
وإنما يكون بالإمتثال والخضوع والصدق في الإقبال على الله تعالى بكل القلب والروح والجسد في ساير الليالي والأيام كما يريد الله تعالى منا.

بمعنى أننا نرتقي بأعمالنا في كل الليالي ونعمل وكأن كل الليالي هي ليلة القدر ما دمنا قادرين على العمل بهذا الجهد وهذه العزيمة وهذا النشاط.
عندها قد يمن الله تعالى علينا بليلة القدر تكرماً وتفضلاً منه تعالى.

أما أن نتحرى العمل الكامل فقط في تلك الليلة التي نتوهم أنها قد تكون ليلة القدر.
ثم نطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين.
فهذا مخالف لمقصد ليلة القدر وحكمة إخفاءها.

لعلها تكون فرصة عظيمة لنا أن نجدد العهد مع أنفسنا في جبر التقصير في أداءنا للعبادات والواجبات خلال شهر رمضان.
مستفيدين من فرصة تصفيد مردة الشياطين وعدم تمكنهم من الخلوص إلينا بما كانوا قبل رمضان.

ونسعى لتقويم أنفسنا الأمارة بالسوء لنحولها إلى نفوس مطمئنة راضية مرضية وذلك ليس لشهر رمضان فقط.
بل لكل شهور السنة وكل العمر وكل الحياة.

وبذلك نستفيد من شهر رمضان ونخرج منه بروح جديدة ونفس تتعبد الله في كل الشهور كشهر رمضان.
وليس بعبادة الله تعالى لرمضان فقط.
إنما رمضان مفتاح كل خير وبشر 🌧



إرسال تعليق

 
Top