راقدة على فراش الموت ،والموت يجلس القرفصاء
ينتظر ،هي في عشرينيات الصبا، اكل الحريق جمالها وجسدها،ترقد في مشفى الحروق ،تتأوه وزوجها وولدها الوحيد يقفان جنبها ،تمد يدها المجعدة كيد امرأه شاخت. بلغت من العمر الطويل جدا تستحي ان تتنفس ،تتلمس يد طفلها المشدوه امامها لايعلم مالذي اصاب امه ،يستغرب هذه التجاعيد الكثيرة وعيونها التي طمست بعدما كانت اجمل العيون ،مد يدها لامست يد ابنها وصاحته بعيونها ،نظر اليها يستفهم سؤالها لكن يد اباه جعلته يندفع نحوها ،اتحبني؟ ويدها تداعب شعره والطفل محتار في اجابته ،لكن يهز رأسه ،قبلني ياولدي، اتخجل ؟ ام تخاف ؟ الاب يحني ظهره حتى يرفع ولده ثم يخبره : قبل امك ياولدي، قبلها ،يحاول الطفل البحث عن موطئ قبلة لاجراح فيه فلايجد ،من هنا ياولدي وتشير الى صدرها وجهة قلبها ،هنا مكانك انت حبيبي ،هنا ،تلتفت الى زوجها :ابي هل هو هنا ؟ نعم ابنتي نعم انا قربك ، ابي : امي تناديني وعمي يلح علي الاسراع ،هل اذهب ؟ استغفر الله ودمعتان تخران من مقلتيه : قولي يا الله يابنتي . تشبثي بالله ، لا اله الا الله قالتها موقنة بها . ابي . لاتكثر البكاء علي . وانت يا احمد ، لاعزاء طويل ،،اعتني بولدنا ،لاتتركه يجوع ابدا ، عشت وحيدة وساموت مجتمعة مع امي واختي وفاء وعمي ،اراهم جالسون ينظرون الي. متكئين على شجرة التين هناك ،تبتسم ،هاي هي وفاء تؤشر لي ،استعجلي ،لحظة يا اختاه لحظة ،اودع الاحباب ،انظري يااماه هذا ولدي ،صالح ،نعم اسميته صالح ، اذهب الى جدتك ياصالح ،اماه ،اين انت ،انتظري انه يريد ان يقبلك ،لاتبك ياولدي لا ،لا جدتك تحبك لكن لم يحن وقت لقاؤك بها ،سامحني يا ابي ،سامحني يازوجي العزيز ،ماقصرت في حقي ابدا يوما ، عشت معك سنتين طيبتين. آه اكاد اختنق ،رباه ،آه ابي ،ساعدني ،تهتز الجثة كبركان يثور ،اهتزازا،ثم يخمد، ينهض الموت من مكانه يمسك يد سناء ويمشيان مغادران جدار المشفى. وظلام وحزن يسود المشهد
إرسال تعليق
إرسال تعليق