الحمل والطفل
pregnancy

0



ثقافتنا في خطر ... مازال الغرور يسيطر على كثير ممن وفدوا على الثقافة وهم أبعد ما يكونون عن الثقافة، لا لشيء سوى أنهم حصلوا على الألقاب العلمية التي باتت سهلة المنال لكل مَنْ هبَّ ودب، مما انعكس سلباً على مستوى الفن والأدب والثقافية، فشهدت تدنياً ملحوظاً ولاسيما ما نلحظه من الركاكة في كتابة بعض النصوص الأدبية وتفشي الأخطاء الغوية نطقاً وكتابةً، وهو أمر يتنافى ومكانة العربية التي ميّزها الله تعالى فاتخذها لغةً لكتابه الكريم. و نحن مازلنا نقدس الثقافة الغريبة الوافدة إلينا من خارج الحدود، ونقتل إبداعنا، فالنشيد الوطني العراقي مثلاً الذي هو رمز البلاد كُتِبَ من وحي فلسطيني! على الرغم من كثرة الشعراء العراقيين، والأمر نفسه نجده في صناعة تماثيل للشهداء، فبدل أن ندعو مبدعينا لينجزوا ويبدعوا، يوكل الأمر إلى بعض فناني إيران ليصنعوا لنا رمزية شهدائنا! والأسوأ من ذلك الاستعمال الخاطئ للغة، فما زال الكثير ممن يسمون أنفسهم كتّاباً أو شعراءَ يستعملون مفرداتٍ لا تدل على المعنى الحقيقي وهي مفردات خاطئة، ومن أمثلة ذلك: جمع كلمة (وردة) على (ورود)، وكتابة (إن شاء الله): (إنشاء الله)، و(هيأة): (هيئة)، و(مبارك): (مبروك) ..... الخ. أما ما تقوم به مواقع التواصل الاجتماعي فهو أعظم، فثمة مجموعات (اكروبات) تمثل العمل المؤسساتي للاتحادات والدوائر الرسمية باتت تمنح الألقاب والدروع والشهادات كما يحلو لصاحب الموقع وما تمليه عليه علاقته بمن سيكرّمه، مما يدل على فساد تلك المؤسسات وعدم رصانتها، فأصبح كثير من أصحاب تلك المؤسسات يدّعون بأنهم صنّاعاً للشعراء، ويتباهون بذلك، ونسوا أن الشعر موهبة وإبداع وإلهام من الله تعالى، والشاعر هو مَنْ يصقلها بكثرة القراءة والاطلاع على تجارب السابقين، وليس لأحدٍ أن يصنع شاعراً أو موهوباً، فعلينا جميعاً أن ننقذ لغتنا وثقافتنا من هذه الأخطار، ونعتني بما تجود به مواهب مبدعينا، ونسمي الأشياء بمسمياتها.





إرسال تعليق

 
Top